دولمة بهجة Dolmabahçe Sarayı.. “قصر السلاطين”
يطلق على هذا القصر قصر السلاطين أو ما يسمى بالتركي: Dolmabahçe Sarayı، ويعتبر واحد من أهم و المعالم السياحية في مدينة اسطنبول وأشهرها، كما يعد من بين القصور الأهم في اسطنبول وتركيا، حيث يشتهر بالفخامة والرفاهية، والتصميم الجذاب، والبذخ الذي شيد منه لإعطاء رفاهية غير متناهية.
يعتبر قصر “دولمة بهجة” من أجمل القصور العثمانية وأفخمها، والذي يطل على ساحل مضيق البوسفور، وشيد بمساحة 360 دونما وفق مزيج من فن العمارة العثمانية والغربية لا تخطئه العين، وبعد الانتهاء من تشييده في القرن الـ 19 أصبح القصر الأول في الإمبراطورية العثمانية.
فرضت الثقافية الغربية العمرانية على العالم، عقب الثورة الصناعية في أوروبا، لذلك أجرى العثمانيون إصلاحات عسكرية وإدارية وبنوا هذا القصر ليليق بعظمة الإمبراطورية وليكون ملائما لذلك العصر العثماني.
الجدير بالذكر أن الأرض التي شيد عليها القصر، كانت سابقًا ميناء، وفي القرن الـ 17 تحول ليصبح حديقة خاصة للسلاطين، ثم سنة 1843م أمر السلطان “عبد الحميد الأول” بتشييد القصر واستمرت عمليات الباء نحو 13 عامًا، حيث استخدم فيها 14 طن من الذهب، ونحو 60 طنًا من الفضة، لتصميم العمارة الداخلية والخارجية للقصر.
القصر من الداخل:
يتشكل القصر من 285 غرفة، و 6 حمامات تركية، و 43 صالة، منها المخصص لمجالس السلطان وحريمه وعائلته، ومنها ما خُصص للاستقبال والحفلات واللقاءات، وأبرز هذه القاعات هي القاعة الكبيرة التي تضم أفخم الأثاث والتي يوجد فيها 56 عمودًا، و وغطيت أرضها بالسجاد المرصع بخيوط الذهب ولها نوافذ مطلة على مضيق البوسفور .
يوجد متحف بصالته الواسعة و غرف أخرى، ويحتوي هذا المتحف على الكثير من اللوحات الفنية التي رسمها أشهر الفنانيين، لاسيما التحف الفنية باهظة الثمن التي جلبت من مختلف بلدان العالم، مثل فرنسا و ألمانيا و إيطاليا.
وبما يخص المقتنيات الموجودة في القصر، فتقدر بـ 90 ألف قطعة أثرية، بقي معظمها في أماكنه، حيث كان قبل نحو قرنين من الزمن و لا يزال قصرا مهيبا كأن ساكنيه لم يغادروه إلا بالأمس.
حافظت هذه المقتنيات ببهاءها وجمالها الذي تحكي حياة السلاطين في العهد العثماني، رغم مرور الزمن الطويل عليها، الأمر الذي عزاه القائمون على القصر لقسم الترميم الملحق به المخصص فقط للحفاظ على هذه المقتنيات والعناية بها، وتمكن حتى الآن من إعادة عشرات منها إلى الحياة.
وبهذا السياق، قالت “خديجة” مسؤولة ترميم اللوحات الفنية في القصر، إن إصلاح اللوحة يجب أن يبقى في أضيق الحدود، وإلا فلن تبقى قطعة أثرية بل تصبح عملا فنيا لا علاقة له بالماضي، والهدف الرئيس ليس فقط إصلاح التلف الذي أصاب القطعة الأثرية فحسب، بل إيقاف استمراره و هذا يتطلب منا عملا دقيقا جدا قد يستغرق أياما أو أسابيع “.
موقعه و كيفية الوصول إليه:
يقع القصر ضمن منطقة “بشكتاش” الممتد على ساحل مضيق البوسفور في الشطر الأوروبي من مدينة اسطنبول العريقة.
وأفضل طريقة للوصول إليه من الراغبين لزيارة القصر، من ميدان تقسيم بسهولة عبر الركوب في ميترو الانفاق F1 والنزول في محطة kabataş والسير بعدها مسافة 10 دقائق للدخول إلى المتحف
أو من منطقة “السلطان أحمد” عبر ركوب الترام T1 والنزول في محطة kabataş والسير بعدها مسافة 10 دقائق للدخول إلى المتحف .