متحف “مولانا جلال الدين الرومي” يستقبل الاف الزوار بقونيا
لقد استقبل متحف “مولانا جلال الدين الرومي” في محافظة قونيا التركية، مليون و322 ألف زائر تقريبا من العام الحالي.
حيث قال مسؤل السياحة والثقافة بقونية عبد الستار يارار، أن عدد الزائرين إرتفع السنة بنسبة 13 بالمئة، بالنسبة للعام الماضي. متوقعا وصول عدد الزوار إلى نهاية العام إلى ثلاثة ملايين زائر.
ورغم ذهاب عدد من القرون على مماته، ما زال الآلاف حول العالم يتبعون دعوة المعلم الروحي جلال الدين الرومي، التي قال فيها : “أقبل…أقبل..لا يهم من تكون.”، حيث يتوافد الناس سنويا لزيارته وقراءة الفاتحة على قبره في متحف (مولانا) الذي يحمل قيمة روحية وتاريخية، و ثقافية.
وقد احتلت المتحف السنة الماضية المرتبة الثالثة في تركيا من حيث عدد الزوار بعد متحفي “توب كابي” و “آيا صوفيا” بمجموع بلغ مليونين و 817 ألفا و 386 زائرا.
وما زال يشهد المتحف إقبالا كل سنة من داخل تركيا وخارجها، فقد زار المتحف مليونا و170 شخصا في الأشهر الستة الأولى من السنة الفائتة.
وأشار يارار إلى أنّ ملايين الزوار يأتون إلى المتحف في كل سنة. قائلاً : “نستقبل في متحفنا كل سنة قرابة 3 ملايين زائر من تركيا و خارجها”.
وقال أرار: “يتصدر السياح القادمون من إيران والصين، وتايوان، وأمريكا، وكوريا الجنوبية قائمة زوار المتحف. وبسبب مكانة مولانا الذي يعتبر إرثا ثقافيا وتاريخيا لمدينة قونية، نعمل على تقديم شرح وافٍ وكافٍ عنه للسياح من خلال إصدار المنشورات وتنظيم الفعاليات المختلفة داخل البلاد وخارجها.
ومبنى المتحف ويعود مبنى المتحف لأيام السلجوقية، وقد بناه المهندس المعماري “بحر الدين تبريزلي”، من أجل دفن العالم المتصوف الإسلامي جلال الدین الرومي المعروف باسم مولانا، الذي توفي سنة 1273 ميلادية.
وقد أعلن عن افتتاح البناء، الذي يضم رفاة الرومي، كمتحف للزوار، في 2 آذار/ مارس 1927م، وسُمي بـ”متحف مولانا” وتغطى القبة الرئيسية للمتحف بالقرميد ذات اللون الأخضر، ومنقوشة بخزف فيروزي، مرتكزة على أربع أعمدة، وفي عام 1854 قد أعيد توسعته وإضافة مبان جديدة مع البناء القديم.
وتحت القبة مباشرة يكون قبر الرومي، وغطي القبر بقماش مذهب، وخلف قبره هناك غرفة كبيرة فيها صور معروضة من التحف التاريخية كمقتنيات لمولانا الرومي الشخصية كالقبعات المخروطية، وأشياءه الخاصة مثل وسجادة الصلاة، وبعض من ملابسه، وآلات موسيقية كالناي المصنوعة من الخيزران. وتعود تحفه إلى أكثر من سبعة قرون .
أما ولادته: فقد ولد مولانا جلال الدين الرومي في خراسان مدينة بلخ (أفغانستان حالياً)، في 30 أيلول/سبتمبر 1207م، وأما لقبه فقد كان يلقب (بسلطان العارفين) وذلك لمعرفة وعلمه، وكان استقراره في محافظةقونيا، إلى أن توفي في 17 كانون الأول/ديسمبر 1273م، بعد أن كان يتنقل طالبا للعلوم في عددة مدن، أهمها بغداد ودمشق.
ويعدّ مولانا جلال الدين الرومي هو المؤسس للطريقة “المولوية”، وهو في نفس الوقت شاعر وفقيه متصوف، وكان الرومي مثالا عظيما للتسامح، متّبعا تعاليم الدين، وكان يحيطه أشخاص من الديانات والملل الأخرى، وكان يتعايش مع جميع من يأتيه، ويتقبل آراءهم وأفكارهم.
في العصر الحديث زاد الاهتمام بمولانا جلال الدين الرومي، بعد رواية “قواعد العشق الأربعون” للكاتبة التركية إليف شفق، وترجمة روايتها لأكثر من 30 لغة حول العالم.
في هذه الرواية تسرد الكاتبة حكايتين متوازيتين، إحداها في الزمن المعاصر والثانية تجري أحداثها في القرن الثالث العشر، عندما واجه الرومي “مرشده الروحي”، المعروف باسم “شمس التبريزي”.
وترجم نتاج الرومي الفكرية ونظرته للدين والحياة إلى الكثير من لغات العالم وقد انتشرت انتشارا واسعا، بحيث وصفته قناة الـ “بي بي سي” في عام سنة 2007 بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة.