تحتل تركيا المركز الثالث في ترتيب الدول الأعلى دخلا من قطاع السياحة الطبية في العالم بعد الولايات المتحدة وألمانيا، وتمثل السوق الخامسة عالميا في عدد السياح الباحثين عن الخدمات الطبية، بعد الولايات المتحدة وألمانيا وتايلاند والهند. وقد تمكنت تركيا في مجال الرعاية الطبية من تقديم نفسها كرائدة في تخصص زراعة الشعر، الذي يجذب الآلاف من الزوار لهذا البلد. بعد سنوات من التدهور الحاد في قطاع السياحة، تمكنت تركيا بداية من السنة الماضية من استعادة مكانتها في سوق السياحة العالمية وتعزيز موقعها كوجهة للسياحة الاستشفائية، حيث تميزت في مجال زراعة الشعر الذي يستقطب سنويا الآلاف من السياح. التعافي بأرقام تاريخية مثّلت 2018 سنة الأرقام القياسية، إذ سجلت تركيا قدوم 39.5 مليون سائح، محققة زيادة قدرها 22 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية، وذلك حسب المعهد الوطني التركي للإحصاء. وقد تجاوزت هذه الأرقام التاريخية المسجلة في سنتي 2014 و2015 عندما تم إحصاء 36 مليون زائر للبلاد. وعلى هذا النحو، حققت البلاد تطورا كبيرا في عدد الزوار مقارنة بإحصاءات 2004، حيث لم يتجاوز عدد السياح 17 مليون سائح. أما بالنسبة لسنة 2024، فهناك توقعات ممتازة للسياحة التركية، إذ أنه خلال الشهرين الأولين فقط استقبلت البلاد 3.2 مليون سائح مسجلة ارتفاعا بنسبة 7.4 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية خلال الفترة نفسها. الاستقرار وتنوع المنتوج السياحي كيف تمكنت تركيا من تحقيق هذه التحولات في قطاع السياحة والترفيه؟ لا شك في أن تركيا من البلدان الأكثر ثراء وتنوعا في منتجاتها السياحية: انطلاقا من المناطق الجميلة في كابادوكيا وباموكالي وصولا إلى مدينة إسطنبول الرائعة والعديد من الأماكن الأخرى. كما طورت تركيا سياحة الشمس والرمال التي جعلتها تنافس إسبانيا، فلديها الآن أكثر من 1.13 مليون سرير في الفنادق أغلبها (750 ألف) في منتجعات سياحية ضخمة. من أبرز الوجهات في هذا القطاع مدينة أنطاليا، التي استأثرت في سنة 2018 بنسبة 31.5 بالمئة من إجمالي السياح، لتحل في المركز الثاني بعد إسطنبول التي استقبلت 34.02 بالمئة من إجمالي السياح. كما شهد الربط الجوي تحسنا كبيرا، حيث أن شركة الخطوط الجوية التركية تنظم رحلات نحو أكثر من 300 مطار في 120 دولة، وهي واحدة من أولى الشركات عالميا في هذا المجال. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن مطار إسطنبول الدولي الجديد تم افتتاحه مؤخرا، وهذا يعني الغلق النهائي لمطار أتاتورك القديم. وسيكون المطار الجديد أحد أكبر المطارات في العالم عندما يدخل حيز التشغيل بشكل كامل خلال عشر سنوات، حيث ستكون فيه ستة مدارج للإقلاع والهبوط، وسينظم رحلات لأكثر من 300 وجهة، ويقدم خدماته لنحو 200 مليون مسافر سنويا. وهذا الرقم هو ضعف ما تقدمه أعلى المطارات تشغيلية في العالم، مثل مطار هارتسفيلد جاكسون في الولايات المتحدة. تركيا فرضت نفسها كوجهة للسياحة الطبية تمكنت تركيا من التسويق لنفسها كوجهة للباحثين عن السياحة الطبية. وفي كل سنة، يزور الآلاف من السياح البلاد بهدف تلقي علاجات طبية أو تجميلية مثل زراعة الشعر. ولا توجد حاليا إحصائيات رسمية حول أعداد هذه الفئة من السياح، وعلى الرغم من أن تركيا تطلب فيزا خاصة لمن يرغبون في الحصول على هذه الخدمات الصحية، إلا أن العديد من هؤلاء يدخلون البلاد بفيزا سياحية عادية. وحسب بيانات المجلس التركي للرحلات الاستشفائية، فإن تركيا تحتل المرتبة الثالثة بين الدول الأعلى دخلا من هذا القطاع، بعد الولايات المتحدة وألمانيا، بينما تحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد السياح الباحثين عن الخدمات الطبية، بعد الولايات المتحدة وألمانيا وتايلاند والهند. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت تركيا ارتفاعا كبيرا في عدد السياح الباحثين عن هذه الخدمات. وفي سنة 2018، تم تسجيل قدوم 890 ألف سائح مقارنة بـ 765 ألف في السنة السابقة، كما سجلت ارتفاعا كبيرا مقارنة بسنة 2005 حيث سجلت قدوم 126 ألف سائح فقط. رهان الدولة في اتصال لنا مع مؤسسة غلوبل هيلث هير، وهي من الوكالات المتخصصة في بيع عروض عمليات زراعة الشعر في مصحات في إسطنبول، من بين 250 مؤسسة أخرى من نفس النوع، أكدت لنا أن السبب الأساسي وراء إقبال السياح على هذا النوع من الخدمات هو جودة العلاجات المقدمة إلى جانب الأسعار غير المُشِطّة. ويشير مقدمو هذه الخدمات إلى أن الحكومة التركية عملت على تشجيع هذا القطاع ودعمت المصحات المعترف بها والمطابقة للمواصفات من أجل الحفاظ على تدفق السياح، باعتبار أن هذه الخدمات الطبية لها تأثير كبير على النشاط السياحي بشكل عام. ولا ننسى تراجع قيمة الليرة التركية مقارنة باليورو. وتجدر الإشارة إلى أن أغلب الزوار من فئة الرجال، ويتوافدون على البلاد بكثافة خاصة خلال شهري تموز/ يوليو وأغسطس/ آب، تزامنا مع موسم العطلات. ترك برس