توجد الكثير من العادات وتقاليد في المجتمع التركي خاصة به في استقبال شهر رمضان،حاله في ذلك كحال باقي المجتمعات الأخرى. ولشهر رمضان مكانته الخاصة عند الأتراك، وذلك لأنهم توارثوا الاستعداد له والاحتفال بحلوله على مر الاجيال، وخاصة ليلة رؤية الهلال وأول سحور وأول يوم، عندما تجتمع الأسرة على مائدة إفطار واحدة في جو أسري يضم كل أفرادها، خاصة الجدات والأجداد الذين يمثلون النفحة الجميلة الباقية للحفاظ على تقاليد وعادات رمضان التي تميزه عن باقي شهور السنة. وبحسب تقرير لشبكة الجزيرة القطرية فأن المسلمون في تركيا يعتمدون على الحسابات الفلكية في ثبوت شهر رمضان، ومن يخرج ليرصد هلال رمضان هم القليل من الناس. وبحسب ما صرحت به رئاسة الشؤون الدينية التركية فإن رمضان هذه السنةسيكون 29 يوما، وان أقصر ساعات الصيام ستكون في هاطاي جنوب تركيا، وستستمر على مدار 15 ساعة و33 دقيقة، بينما ستكون أطول ساعات صيام في مدينة سينوب شمال تركيا حيث ستصل إلى 16 ساعة و10دقائق. وكما جرت العادة في تركيا،فأنه مع بدء شهر رمضان تفوح البيوت بروائح المسك والعنبر وماء الورد، ويتم رش هذه العطور الطبيعية على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل. ومناهم ميزات رمضان لدى المجتمع التركي، هو إقامة الجمعيات الخيرية، وبالاشتراك مع أهل الإحسان والميسورين، كل يوم من أيام رمضان والتي يطلق عليها اسم موائد الرحمن، وهي موائد مفتوحة يحضرها الفقراء والمحتاجون وذوو الدخل المحدود، وتقام هذه الموائد عادة في الساحات والأماكن العامة، كما يوزع أهل الخير الحلوى والمشروبات على الأطفال المشاركين في صلاة التراويح بعد انتهائها. كما وتنتشر الدروس الدينية في المساجد وقراءة القران طيلة أيام الشهر الفضيل , وهي من المظاهر الرمضانية البارزة لدى الأتراك، وتُرى المساجد الشهيرة في هذا الشهر عامرة بالمصلين والواعظين والمستمعين والمتفرجين الطوافين من النساء والرجال. اما اجمل فقرة فهي فقرة اطلاق المدافع لبعض الطلقات الناريةعندما يحين موعد أذان المغرب ، ثم يتبع ذلك الأذان في المساجد، وبعد تناول طعام الإفطار يُهرع الجميع مباشرة صوب المساجد لتأمين مكان يؤدون فيه صلاة العشاء وصلاة التراويح. و تنار مآذن الجوامع مع بداية شهر رمضان، وتوصل بعضها ببعض بلافتات ضوئية تحمل عبارات دينية أو ترحيبية وتبقى منارة حتى أذان الفجر، كما كثير من الناس بيتزيين شرفات منازلهم بالأهلة والنجوم الضوئية التي تلمع طول ليالي الشهر الكريم. كما أن اهم و أبرز مظاهر شهر رمضان في تركيا، هو ختم القرآن بشكل جماعي وفق طريقة “المقابلة”. وتقوم طريقة المقابلة الذي يُعتبر إرثاً عثمانياً، على أن يتلو أصحاب الأصوات العذبة جزءا من القرآن يومياً في المساجد في نهار رمضان، ويقوم الحاضرون بالاستماع إلى القراءة ومتابعتها في المصحف، وبذلك يختتم صاحب التلاوة وكل من يستمع إليه القرآن الكريم كاملاً بنهاية الشهر الفضيل.