يطلق عليها “الأرض الساحرة”، بسبب روعة جمالها المتعدد والمتنوع، وحصلت على شهرة عالية، على مستوى العالم، لما تمتلكه من سحر الطبيعة الخلاب. تقع “كبادوكيا” ضمن منطقة “نوشهر” بين العاصمة التركية أنقرة و”سيفاس” و”قونيا” و”ملتايا”، تحيطها جبال “طوروس”، أطلق عليها الإسم نهاية القرن السادس قبل الميلاد، وهو يعني (أرض الخيول الجميلة)، حيث تشتهر بتربية الخيول، لاسيما خلال فترات المعارك والحروب، ويمتهن سكانها الزراعة والسياحة. سكنها العديد من البشر، على مر التاريخ، بدء من الفرس، ثم الحيثيين، وبعدهم الآشوريين، وخلال العصور الوسطى، في العهد البيزنطي، غزت هذه المنطقة الكثير من القبائل التركية، واستوطنوا بها، ومنذ سنة 1915 شكلت القوميات التركية، الغالبية العظمى من سكان هذه المنطقة. تعد “كوبادوكيا” مركز سياحي له شهرة عالمية، حيث تتمتع بالمواقع الجيولوجية المهمة، والتاريخية، والمعالم الحضارية المميزة، ولم يقتصر وجودها على سطح الأرض، إنما هناك بلدات تكمن تحت الأرض، منها: “ديرينكوبو، كايماكلي، وغازي أمير”. تعد المداخن الجبلية من أبرز المعالم البارزة والأجمل في هذه المنطقة، وهي ظاهرة جبلية طبيعية، حيث تبهر أنظار السياح والزوار وتثير اعجابهم، وتوجد قربها قمم بركانية، انفجرت قبل ملايين السنين، وأمطرت الجير، وتشكلت الصخور الرسوبية في البحيرات، والمجاري المائية، وتكونت الأعمدة الجيرية والحجرية، وذلك بمنطقة “غوريم”، وانتصبت على شكل منارات، ليطلق عليها بالأعمدة الساحرة من روعة المنظر، واكتشف سكان المنطقة في حينها بأن الجير مادة سهلة الحفر، فأخذوا ينحتون لأنفسهم البيوت، والكهوف، والقصور، والكنائس مثل كنيسة “حي يوسف كوج”، و”اروتاخانة”، لتكون أجمل المشاهد السياحية والأثرية في “اورغوب”، و”غوز ليورت”، و”أوج حصار”، إلى جانب “غوريم”. تشتهر “غوريم”، بالمتحف المفتوح، حيث يوجد في مدخل المتحف مجموعة من الكنائس، والأديرة، الصغيرة، والتي تعود تاريخها للفترة المحصورة بين القرن السابع والـ 12 ميلادية، يطغى عليها طابع البساطة في هندستها، فضلًا عن الرسوم الفسيفساء الملونة الجميلة، والتي تزين جدرانها وأسقفها، كم تملئ سماء “غوريم” بالمناطيد الملونة باهرة الجمال، ذات الهواء الساخن، المشهورة والمفضلة لدى السياح، والتي تجذب أعداد هائلة من كل بقاع الأرض. يوجد في المدينة وادي يطلق عليه بـ “اهلارا”، حيث يشتهر الوادي بمغامرات الترحال، ووادي الخيال يحتوي على صخور يتصورها البعض بأنها مجموعة أحصنة، ويرونها آخرون بأنها عائلة مكونة من أب وأم والأبناء، كما هناك هضبة تطل على المدينة، تبهر من خلالها الزائرين وتجعل الواقفين عليها يشعرون بالاستمتاع المثير بالجمال الفريد، والذي لا يمكن رؤيته إلا في “كابادوكيا”. يوجد ضمن المنطقة الكثير من الفنادق الضخمة، والمنحوتة داخل الكهوف، والصخور الجبلية، وهي توفر كل ما يحتاجه الزائر أو السائح لتلبية متطلبات الإقامة.